لماذا المغالاة يا عالم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يقول صاحب القصة :
كنت في مجلس عقد قران ، فلما وصل النقاش عن المهر ، قال الفتى : كم هو ؟ قال أبوها : ( 50،000 ) درهم والمؤخر ( 100،000 ) درهم ، صرخ أبوه : ما هذا ، لا لا هذا كثير ، قال أبوها : ليس بكثير على ابنتنا ، قال أبوه : هذه مغالاة لا بد أن تقللوا ، قال عمها : لا بأس ( 45،000 ) درهم ، قال أبوه : لا يا رجل اتق الله ، أنا رأيي الأخير ( 15،000 ) درهم ، قال ابنه : خير الأمور الوسط اجعلوه ( 20،000 ) درهم ، فانبرى عمها وقد أخذته العزة قائلاً : إما ( 50،000 ) درهم وإلا امتنعنا عن تزويجكم ، فلانة وفلانة من بنات الناس لسن أفضل من ابنتنا تزوجن بكذا وكذا ،قال أبوه : البنات كثير أنتم الخاسرون ، وينتشر بعد قوله لغطٌ وهمزٌ وتنابزٌ وسخرية ، ثم قال كبيرهم : ما آخر كلامكم ؟ كم المهر ؟
حينها انفجرت في الضحك بعد طول حبس وشر البلية ما يضحك ..
قلت : يا أهل البنت ماذا تقولون لو أمهرها ( 100،000 ) درهم أكان يرضيكم ؟ قالوا : نعم ، قلت : وإن عذبها بعد في بيتها أتنفعها الأموال ؟؟ قالوا : لا ، قلت : وإن أرادت الطلاق لسوء دينه وخُلقه ، ورفض إلا بتنازلها عن المؤخر أتسعدون بقراره ؟ وهل صارت البنتالمكرمة في شريعة الإسلام عند المسلمين سلعة تباع وتشترى حتى هبط البعض في خطابه ليقول : ما آخر كلامكم ؟ وكأنه يسوم في سوق التنزيلات ، وهل وصل بنا الحال ليصير هذا محل نقاش طويل وتعصب للرأي وإن كان من وراءه العنوسة وفساد الشباب ؟ !! وهل صار مقياس التفاضل لغة الأرقام ، وما أكبر الخيبة يوم لا يحسن الجيل قولاً ولا موقفاً من تعنُّت آباءهم وهم ـ أعني الجيل ـ في النهاية الضحية .