كسر أروقة الضجيج
أنت تكثر من البحث عن ذلك الزمن الهادئ!
وأنت تسعى جاهداً للوصول إليه، وملامسة أطرافه!
وأنت لم تمل منذ زمن طويل عن محاولة كسر أروقة الضجيج حولك!
نمطية الحياة اليومية المزعجة تقلقك، وتستهلك الكثير من تفكيرك
لإعادة ترتيب كثير من التفاصيل، ومع ذلك تشعر أنك
غير قادر على تكثيف إحساس التمرد الذي تعيشه!
ليس لك مطالب غير مشروعة!
ولست عنيداً، أو مختلفاً عن الآخرين!
ولست مسلوب الإحساس، أو متماهياً مع ما تريد حتى وإن كان على حساب الآخر!
أنت فقط أمين مع نفسك، ممسك بمشاعرك، تعرف طريقك، وعلى أساسها تسجل أهدافك!
لست معنياً بإزعاج الآخرين، أو التأثير الفوري عليهم، أو عرض أفكارك لتتسلم موافقتهم عليها!
أنت فقط تعرفهم جيداً، وتعرف كيف يشعرون، وكيف لهم أن يهمشوا الانجاز الجيد، ويسعوا جاهدين إلى الازعاج المنظم!
وتعرف جيداً أنك معهم في كثير من الأحيان تحاول أن تؤكد على احساسك الايجابي لهم!
تحاول أن تلتقي معهم في كل الأمكنة التي تشبه الزمن المفتوح، ولا تسيء فهم الآخرين، أو تقف لتغلق الأبواب في وجوههم!
هي أزمة بحث، وأزمة انعكاس لها داخل محيط تظل تشعر فيه بالدوران لعدم القدرة على الوصول!
والأسئلة تحاصرك، وتمور داخلك، لا تجد أن الاجابة حاضرة، ولا تشعر لحظتها أن المشوار من الممكن اختصاره،
أو القفز للوصول إليه، بل على العكس تشعر أن الوصول إلى الزمن الهادئ البعيد يحتاج إلى قدرة قد لا تمتلكها الآن، وقد تغيب عنك بعض مفرداتها!
ويحتاج إلى جهد متواصل، وإلى رغبة في التأثير على تفاصيل الحياة اليومية لنقل هذا الهدوء الذي تحلم به إليها!
أنت تحتاج إلى صداقة كاملة مع الحلم، إلى إجادة في نقل تلك الجماليات المضيئة للحياة اليومية المنهكة!
كل هذه المعرفة لهذه الاحتياجات تدفعك إلى الحرص على البحث اليومي وحتى اللحظوي عن ذلك الهدوء المفقود.
البحث عن أمكنة مستقلة، حتى وإن كانت تخيلية، يمكنك أن تتقبل الحياة فيها بهدوء!
أمكنة تشعر فيها أنك غير معنيّ بالعالم من حولك!
أنك أكثر ابتعاداً عن هذه العبثية التي تمزق كل يوم جدران الحياة!،
وأكثر صمتاً بعد أن تحولت المفردات والتعليقات إلى كوارث متكررة تشعل الصراعات والأحداث بدلاً من احتوائها!
تريد أن تبتعد، وهذا لا يعني أنك لست متفاعلاً، ولكنك ترتئي أن تنأى بنفسك عن مواطن الضجيج!
تريد أن تستلهم من تلك المساحة الواسعة الممتدة أمامك، والناصعة البياض إحساس الاندماج مع الهدوء،
وممارسة التقدم بخطوات واثقة إلى الحياة كما تريد وليس كما تفعل الحياة بك!
هل بإمكانك فعل ذلك!؟
أم أنه حلم لديك معه صيغة تحالف فقط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفعيله إلا داخلك فقط؟!!